كيف كان اليمن في عهد الامام يحيى
عهد الامام يحيى حميد الدين
نتابع واياكم معرفة كيف كانت اليمن في عهد الامام يحيى حميد الدين.
اختيار الامام يحيى لحكم اليمن
وعندما توفي الإمام المنصور سنة 1322هـ اجتمع العلماء في مدينة القفلة (وهي مدينة في عمران وتعرف بقفلة عذر) وهي منطقة في حاشد لاختيار إمام جديد ، وكان هناك أكثر من عالم يرشح نفسه للإمامة وينافس الإمام يحيى وبدأ العلماء يناظروا ويوازنوا بين الإمام يحيى ومنافسيه ؛ فقالوا : الإمام يحيى مستوفي شروط الإمامة عدا شرًطا واحدًا، فكان الدور الحاسم لجدي ناصر بقوله: هذا هو الشرط الناقص وأشار بيده إلى عصاه فتمت مبايعة الإمام يحيى ، وهكذا فقد كان جدي ناصر هو المرجح لعملية اختيار الإمام يحيى ولعب دوراً كبيراً في ترجيح كفته.
مبايعة الامام يحيى حميد الدين
وظل الإمام يحيى يحترم جدي ناصر ويراعي هيبته ومكانته وماضيه وأدواره [وثيقة رقم (4)] ، ولهذا ترك حاشد على ما هم عليه أنصارًا إلى أن توفي جدي ناصر سنة 1340هـ، وبعد وفاته بدأ الإمام يحيى يرسل جيوشه على حاشد وأول ما بدأ به عقب وفاة جدي مباشرة بتقليص نفوذ أولاد ناصر بن مبخوت في قضاء حجة في المناطق التي كان لهم فيها نفوذ والتي كانت مصدر إمكانياتهم وتموينهم ، فقد كانت كثير من أسواق مناطق قضاء حجة ملكهم، وكانت بعض هذه المناطق تدفع الزكاة إليهم إضافة إلى امتلاكهم لحصون كان فيها مجاميع من عساكر الوالد وأعمامي والذي كان أكبرهم عمي ناصر بن ناصر.
توتر العلاقة بين الامام يحيى وال الاحمر
وبدأت المضايقات ومحاربة أولاد ناصر بن مبخوت في لواء حجة بقيادة سيف الإسلام أحمد الذي كان والياً للواء حجة وهي منطقة نفوذه، وحصلت معارك كثيرة ومتكررة كبيرة وصغيرة وفي مواقع متعددة: في سوق الأمان ، في نجرة ، في قلعة سنجر في بني موهب في حجة وبعدها جاءت حركة شيبان، وشيبان هذا كان مسئولاً للإمام في حجة وكان له اتصالات بالإدريسي الذي كان بالقرب من حجة سنة 1339هـ تقريباً ، فاستدعاه الإمام يحيى وحبسه فقام أخوه السيد محسن شيبان ومعه الوالد قبل وفاة جدي بالهجوم على حجة واحتلوا قاهرة حجة . وأعتقد أن سيف الإسلام أحمد كان خارج حجة أو في صنعاء لكن كان على حصون حجة عساكر من حاشد من خارف ومنهم الشيخ يحيى بن سرحان المحجاني في حصن نعمان والشيخ محمد غالب القديمي في حصن آخر .
ابتدأ الهجوم من الوالد والسيد محسن شيبان ومن معهم من العصيمات على القاهرة حتى احتلوها، واستمرت الحرب بالمدافع ما بين حصن نعمان الذي فيه المحجاني ومن معه من خارف وبين شيبان والوالد الذين سيطروا على قاهرة حجة، وتحرك سيف الإسلام أحمد من صنعاء إلى حجة وأرسل الإمام يحيى وساطة لا أدري قبل وصول أحمد أو بعد، وانسحب الوالد وشيبان ومن معهما من القاهرة بسلام بموجب الواسطة واتجهوا إلى بلاد العصيمات .
وبعدها بفترة حصل بين عمي ناصر بن ناصر وبين سيف الإسلام أحمد حوادث كثيرة ، حيث خرب حصوننا، فنكف (دق طبول الحرب لطلب النصرة والمساندة) الوالد وعمي ناصر بين حاشد وأرحب، ونزلوا بجيش لاحتلال حجة حتى وصلوا منطقة نيسة (منطقة نيسة تقع إلى شمال مدينة حجة) ، وهم في طريقهم إلى حجة التي هي الهدف من النكف ، فاعترضهم بعض عساكر الإمام بقيادة عامل منطقة نيسة فاحتربوا معهم وكان ذلك بإيعاز من الإمام يحيى بهدف عرقلة عمي ناصر ومن معه حتى يرتب سيف الإسلام أحمد أموره في حجة ، وكان أحمد غير مستقر في حجة إذ كان يتردد كثيراً بين صنعاء وحجة.
المهم هذه الحادثة استنفدت شيئاً من قوة الوالد وعمي ناصر، لكنهم تمكنوا من احتلال حصن نيسه وقتلوا العامل واستولوا على ما فيه من الحبوب وكانت كل مراكز الإمام مملوءة بالحبوب التي كانت تعتبر أكبر غنيمة للناس في ذلك الوقت. المهم التهى الجيش، والإمام يحيى كما هي عادته كان يرسل وساطات بينه وبين عمي ناصر أو الوالد وكانت الوساطة التي أرسلها هذه المرة من العلماء الكبار والمشائخ الذين كانوا أنصار الإمام ثم استغنى عنهم وأهملهم وهم سيوف الإسلام: محمد بن محسن المتوكل والسيد أحمد بن قاسم حميد الدين وسيف الإسلام أبو نيب ابن الإمام شرف الدين الهادي، والشيخ حزام بن عبدالله الصعر والشيخ راجح بن سعد وغيرهم ، وقد وصل هؤلاء للصلح بين عمي ناصر وسيف الإسلام أحمد وذبحوا العقائر أمام عمي ناصر والذين معه في رفع المطرح أي من أجل رفع الجيوش وعلى شرط أن الإمام يتوقف عن الاعتداء على مناطق وحصون آل الأحمر ، فارتفعت الجيوش ووافق عمي على هذا الأساس .
بعدها لا أدري ما الذي حصل بين عمي الذي كان كبير الأسرة ، وكان حاد الطبع ، وبين الإمام ، مما أدى إلى خروج جيش كبير على حصن حبور في ظليمة والذي كان المعقل الرئيس لجدي ناصر وأولاده وحاصروا الحصن وضربوه بالمدافع وكان الحصن قد أخلي من العائلات وأخذوها إلى العصيمات ، واستمر الحصار فترة وقد كان المبرر في خروج الجيش على حصن حبور وعلى حجة أن أهل هذه المناطق هم رعية الإمام فلماذا تظل السيطرة لأولاد الشيخ ناصر بن مبخوت فيها وكل ما كان يحصل من نزاع بين الإمام وعمي ناصر وإخوانه في مناطق قضاء حجة هو تحت هذا المبرر كما حصل من قبل في نجرة من حرب وخراب قلعة سنجر التي كانت أحد معاقل آل الأحمر .
ولمتابعة بقية الأحداث يمكنكم الاطلاع عليها على الرابط التالي: والتي تحكي عن توتر العلاقة بين الامام يحيى وقبائل حاشد واخذ الرهائن والتنكيل بالقبائل