يوم عاشوراء خطبة جمعة مكتوبة فضائله والغاية منه Pdf بي دي اف
خطبة يوم عاشوراء
خطبة يوم عاشوراء ملتقى الخطباء
خطبة يوم عاشوراء قصيرة
فضل يوم عاشوراء خطبة جمعة، خطبة يوم عاشوراء ملتقى الخطباء
خطبة جمعة عن يوم عاشوراء بعنوان
عندما تكون هناك إرادة .. !!
الحمد لله خالق الأكوان، ومقلب الدهور والأزمان، أحمده سبحانه وأشكره، فحق للمنعم أن يشكر بكل لسان .. بسط الآمال ونشرها، وطوى الآجال وسترها، لا إله إلا هو أحاط بما لدى الخلائق عزّة وحكمًا، وأضفى عليهم سترَه رحمة منه وحلمًا، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها الدرجات العلا من الجنان، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله المصطفى بالرسالة والتكريم على الثقلين الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى الخطى بإحسان أما بعــــــــــــد :
عبــــــــاد الله :- بعد طول ليل العبودية والظلم والطغيان الذي عاشه بني إسرائيل على يد فرعون وجنوده أذن الله بتغيير الحال فأرسل موسى عليه السلام وكتب على يديه الخلاص من هذه الحياة البائسة واغرق فرعون وجنوده .. ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عظم هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام واغرق فرعون وجنوده فقد رأى الرسول صل الله عليه وسلم اليهود تصوم عاشوراء فقال : " ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجَى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال : فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه" . ( رواه البخاري 1865) ولماذا نحن أحق بموسى عليه السلام ؟ لأننا أمة من صميم عقيدتها أنها تؤمن بالله وتؤمن بجميع رسله قال تعالى (آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ (البقرة:285) ... وإن صيام هذا اليوم له فضل عظيم عند الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعنى شهر رمضان" . (رواه البخاري 1867) ومعنى يتحرى أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه . وقال صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم 1976) ... وإن من السنة في صيام هذا اليوم أن يصوم المرء يوماً قبله ليخالف اليهود.. لقد أراد موسى عليه السلام أن يغير في بني إسرائيل ثقافة العبودية والذل والهوان التي عاشوها وتربوا عليها إلى حياة الحرية والعزة والكرامة .. ولأن التغيير لا يمكن أن يحدث إلا عندما تكون هناك إرادة حقيقة وصادقة في النفوس فكان الامتحان الأول لهم بأن أمُروا أن يدخلوا الأرض المقدسة فقال تعالى( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) (المائدة21،22) فماذا كان ردهم ؟ قال تعالى ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) (المائدة:22) إنهم يعلنون أنهم لن يدخلوا الأرض المقدسة حتى يخرج منها أهلها … وكأن سكان البلاد الأصليين سوف يقولون لهم تفضلوا واسكنوا أرضنا ونحن خارجون إلى غيرها، دون قتال ولا جهد … إنها فلسفة النفوس الجبانة التي ترفض دفع ثمن العزة والحرية، فتدفعها أضعافاً مضاعفة مع الذل والعبودية والهوان … فإما أن تطلب الأمة الموت فتوهب لها الحياة، وإما أن تحرص على الحياة الدنيا، وتكره الموت وتفرّ منه … فيلقى في قلوبهم الوهن وتموت شر ميتة .. لقد كان المطلوب منهم مجرد الدخول وبعدها سيكون لهم الغلبة والنصر والتمكين ( قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:23) لكن الإرادة الصادقة لم تكن موجودة وكانت العزيمة مفقودة ولم يتعظوا ولم يعتبروا بما حدث لهم من قبل بل قالوا لموسى عليه السلام ( إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)(المائدة: من الآية24) فكان العقاب الإلهي جزاءاً وفاقا فالذي لا يريد أن يقدم أو يضحي من وقته أو ماله أو جهده أو حتى حياته من أجل سعادته وراحته وكرامته أو من أجل نجاحه وتفوقه أو حتى من أجل أمته ودينه ومجتمعه فإنه لا يستحق التأييد الإلهي والتوفيق الرباني بل إنه يسقط من عين الله ويحل عليه سخطه وغضبه قال تعالى مبيناً قدره وحكمه فيهم ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة:26) فبعد الذل والقهر والحرمان ضياع وسخط من الله وخذلان.
عبــــــــاد الله :- هذه سنة الله في خلقه وقدره في أرضه وسماءه فمتى ما وجدت الإرادة الحقيقة في النفوس لإحداث التغيير في واقع الحياة على مستوى الفرد والأمة فإن الله سبحانه وتعالى يأذن بذلك فهو القائل ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )(الرعد/11) .. فالطالب لا ينجح إلا بإرادة قوية في النجاح وعليه أن يتحمل تبعات ذلك من بذل الجهد والسهر والتعب والتاجر لا بد له من إرادة قوية تقوده إلى تحقيق الطموح المنشود فيبذل الأسباب ويفارق الأهل و الأوطان من أجل ذلك وهكذا المزارع والمدير وصاحب المؤسسة والمصنع والباحث والمخترع وغيرهم فإذا لم تكن هنالك الإرادة الحقيقة والصادقة لإحداث التغيير والوصول إلى المطلوب كان هناك الفشل والضعف عندها يصعب تبدل الأحوال و تحقيق الأهداف .. هذا على مستوى الأفراد فكذلك على مستوى الأمم والشعوب والمجتمعات والدول والحضارات .. لذلك كان الامتحان الأول لهذه الأمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امتحان إرادة ففي يوم بدر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون استعادة أموالهم من قافلة لقريش قادمة من الشام فعلمت قريش وأرسلت جيشاً لحماية القافلة قوامه ألف رجل بأسلحتهم ولم يكن عند رسول الله ولا أصحابه استعداد لهذه المعركة لكنها فرضت عليهم وعددهم وأسلحتهم قليلة عندها وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أشيروا عليّ أيها القوم فقال المهاجرون وعلى رأسهم المقداد بن الأسود فقال : والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .. وقام الأنصار وعلى رأسهم سعد بن معاذ فقال : فو الذي بعثك بالحق ، لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد. ووالله إنا لا نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا صدقٌ عند اللقاء ولعلك ترى منا ما تقر به عينُك، فسر على بركة الله ) عندما رأى منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الإرادة الصادقة والعزيمة القوية قال لهم: (سيروا وابشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين والله إني لأنظر إلى مصارع القوم )( سيرة ابن هشام (2/615).
إخـوة الإيمــان : - من هنا يتبين أن من أدوات النصر والتغيير الإرادة والعزيمة والإصرار وإن على المسلمين إن ارادوا أن يكتب لهم النصر وأن يصلوا إلى أهدافهم أن تكون لديهم إرادة صادقة في النفوس تنبثق من الحق الذي يحملونه ومن العدل الذي يؤمنون به ومن الجزاء الذي يتطلعون إليه وهذه الإرادة والعزيمة صفة من صفات أهل الإيمان وإن الخور والضعف وسقوط الهمم علامة من علامات أهل النفاق وسببٌ للهزائم والنكسات وانظروا إلى حال المنافقين في غزوة تبوك فقد كان دورهم قبل المعركة تخذيل الناس عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوتهم إلى الركون للدنيا ، حيث كان الوقت وقت اشتداد الحر ، وقطف الثمار، وكان الناس يفيئون إلى ظلال الأشجار، وهو وقت ميلان النفوس إلى الدعة والكسل والراحة ، وقد وصف القرآن الكريم تلك الحال فقال تعالى: ( وقالُوا لا تنفروا فِي الحر قل نَار جهنم أَشد حرا لو كانوا يفقهون ) (التوبة:81) و قال تعالى: ( ومنهم من يَقول ائذن لِي وَلا تفتني أَلا فِي الفتنَة سَقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) (التوبة:49) ولأنها لا توجد إرادة صادقة في نفوسهم فقد كره الله خروجهم والمشاركة في شرف الجهاد والقتال في سبيل الله فقال تعالى: ( ولو أَرادوا الخروج لأَعدوا لَه عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثَبطهم وَقيل اقعدوا مع القاعدين ) (التوبة:46) ذلك أن النصر والتغيير لا يجريه الله إلا على أيدي أصحاب الهمم العالية والإرادات الصادقة .. لقد خرج المسلمون في أصقاع الأرض ينشرون التوحيد ويقيمون العدل وهم قليلي العدد والعدة لكنهم يحملون أرادة عظيمة وعزيمة لا تقف أمامها الصعاب ولا تثنيها عن هدفها الظروف والأحول حتى قال ملك الصين وقد استنجد به كسرى ملك الفرس وهو يرى جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد يداهم حصونهم ومدنهم .. لا طاقة لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها .. وعندما أراد صلاح الدين الأيوبي تحرير المسجد الأقصى بعد تسعين عام من الأسر في أيدي الصليبيين كان له النصر والتمكين وحُرر المسجد الأقصى وظلت أوربا ومستعمراتها في المشرق تدفع الجزية لصلاح الدين الأيوبي سنوات طويلة من الزمان .. فمن للمسجد الأقصى اليوم الذي تعربد فيه اسرائيل على مرأى ومسمع من العالم دون حياء أو خجل من المسلمين أو دول العالم ومنظماته ومؤسساته فالإقتحامات مستمر والمحاولات المتكررة لتقسيمه بين المسلمين واليهود واعتقال المرابطين فيه والاعتداء عليهم وقتل نساء وأطفال وشباب وشيوخ فلسطين الذين كان ردهم على هذه الهمجية انتفاضة السكاكين التي ارعبت اليهود والمستوطنين في المدن والقرى الفلسطينية رغم الجيش والشرطة الاسرائيلية والقتل العمد للفلسطينين الذين أوصلوا رسالة للعالم بأن لديهم أرادة وعزيمة تنبع من الحق الذي يمتلكوه .. هذه الإرادة لا يمكن أن تضعف أمام جبروت اليهود وضعف العرب وتخاذل العالم وهم منصورون بإذن الله وعلى المسلمين دول وشعوب ومنظمات ,افراد دعمهم والمشاركة في شرف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحريره وما ذلك على الله ببعيد ولا عزيز .. فاللهم كن لهم ناصراً ومعيناً ..
قلت ما سمعتم أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه .
الخطــــبة الثانــية : - عبــــــــاد الله :- إننا بحاجة إلى إرادة وعزيمة صادقة نستطيع من خلالها أن نحل مشاكلنا ونحفظ دمائنا ونقوي أخوتنا ونبني اوطاننا وننتقل من حياة السلبية إلى حياة الإيجابية ومن حياة الهدم إلى حياة البناء إلى حياة القيادة والريادة والتميز .. فجددوا إيمانكم وأخلصوا نياتكم واحسنوا في أعمالكم وثقوا بربكم وتوكلوا عليه يصلح أحوالكم ويعمر أوطانكم بالخيرات .. فاللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً .. اللهم احقن دمائنا وألف بين قلوبنا وأصلح فساد ذات بيننا.. اللهم رد كيد عدونا في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه .. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن و احفظنا بحفظك الذي لا يرام واحرسنا بعينك التي لا تنام .. اللهم من أراد بلادنا وديننا وأخوتنا بسوء أو مكروه .. اللهم عجل بزوله وانتقم منه شر نقمة واجعله عبرة لغيره .. هـذا وصلوا وسلموا على رسولكم صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين .
لتحميل خطبة جمعه عن صيام وفضل يوم عاشوراء ، اضغط على الرابط التالي
خطبة عن يوم عاشوراء مكتوبة pdf
يمكنكم ايضا تحميل : خطبة جمعة مكتوبة عن يوم عاشوراء 1442 2020